المسلوب تويتي جديد
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: سلسلة ملامح من تاريخ بلادي (2) الإثنين أغسطس 27, 2007 6:18 pm | |
| حضارة المجموعتين الأولى والثانية :- ولا يُعرف شيئ عن السودان علي وجه التحقيق ما بين عامي 3800 ق.م. و3100 ق. م ، عندما إزدهرت في مصر حضارات ما قبل الأُسر . ولكن توجد قبور في أماكن مختلفة ببلاد النوبة تمثل ثقافة لا تُعرف من قبل ويرجع تاريخها عام 3100 ق.م ، ويطلق عليها " حضارة المجموعة الأُولي " ، ومن بين آثارها التي وُجدت في هذه القبور الأواني الفخارية والأدوات النحاسية التي أُستوردت من مصر، ويتضح أنها من عهود الأُسر المصرية الأُولى. وهناك كانت حضارة أُخري تُعرف" بحضارة المجموعة الثانية " تلت ثقافة المجموعة الأُولي. حيث بدأت العلاقات السياسية بين مصر والسودان في عهدهم . وفي عهد الأُسرة السادسة فقد بينت النقوش أنه بدأت صفحة جديدة من تاريخ العلاقات التجارية بين السودان ومصر . وفي الفترة مـا بين 2240 ق.م - 2150 ق .م ظهرت في بلاد النوبة حضارة تُعرف بثقافة عصر "المجموعة الحضارية الثالثة" التي جاءت مع جنس البحر المتوسط الذي كان يداخله شيء من العنصر الزنجي. و في هذا العصر قامت مصر أيام الأُسرة الثانية عشرة كانت أول محاولة لإحتلال جزء من الأراضي السودانية .فقد تم غزو السودان حتى منطقة سمنة التى بُنيت فيها حصون . و عندما طرد "أحمس" مؤسس الأُسرة الثامنة عشرة الهكسوس من مصر إتجه لبلاد النوبة، وقام بتنفيذ سياسته التوسعية بالسودان . لكن تحقق الإخضاع التام للسودان في عهد " تحتمس الثالث " فاحتل السودان حتي الشلال الرابع وإستمر الإحتلال لمدة ستة قرون . وفي هذه الفترة إعتنق السودانيون الديانة المصرية وعبدوا ألهتها وتثقفوا بثقافاتها حتي صار السودان جزءاً لا يتجزأ من مصر ، أمـا إدارة السودان فكان فراعنة الدولة الحديثة يعينون نوابـاً عنهم لإدارة البلاد السودانية . وقد لعب السودانيون دوراً أساسيـاً في حياة مصر الإقتصادية في الدولة الحديثة ، فاستفادت مصر من موارده وثرواته من الذهب وخشب الأبنوس وسن الفيل والعطور و البخور و ريش النعام و الفهود وجلودها و الزراف و كلاب الصيد والماشية . الأسرة السودانية الحاكمة لمصر :- والإحتلال المصري الطويل للسودان نبه أهل السودان ليستغلوا تدهور الإمبراطورية المصرية ليحرروا بلادهم ، فنجح "كشتـا" ملك كوش في إسترداد بلاده و إقامة عاصمة لمملكتة في نبتـة الواقعة أسفل الشلال الرابع . وتمكن "إبن كشتـا وخلفه " الملك بعانخي (بيا) " من إحتلال مصر وإخضاعها عام 725 ق.م. ، وأسس دولة إمتدت من البحر المتوسط حتي الحبشة. و عندما غزا مصر الأشوريون .أجبروا الكوشيين علي الرجوع لداخل حدودهم بعدما حكموا مصر 80عامـاً . وفي القرن السادس ق.م. نقلت كوش عاصمتها من نبتـة إلي مروي . وبعد عصر مروي مرت علي السودان فترة غامضة لا يُعرف أخبارها .فقد جاء البلاد قوم لم يكتشف الأثريون بعد إلي آى جنس ينتمون ويسميهم علماء الأثـار " المجموعة الحضارية " . ويمتد عصرهم من سقوط مروي في القرن الرابع الميلادي إلي ظهور المسيحية في السودان في القرن السادس ، ومن أثارهم المقابر التي وُجدت في أماكن كثيرة في شمال السودان . وكانت قد قامت علي أنقاض مروي ثلاثة ممالك نوبية . فكانت في الشمال مملكة النوباطيين التي تمتد من الشلال الأول إلي الشلال الثالث وعاصمتها " فرس" . ويليها جنوبـاً مملكة المغرة التي تنتهي حدودها الجنوبية عند "الابواب " التي تقع بالقرب من كبوشية جنوب مروي القديمة ، وهذه المملكة عاصمتها " دنقلا العجوز " ، ثم مملكة علوة وعاصمتها " سوبا " وتقع بالقرب من الخرطوم . وإتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة. وصلت النوبة قوة مجدها في القرن العاشر الميلادي وكان ملك النوبة المدافع الأول عن بطريرك الكنيسة المرقسية بالإسكندرية . ولما إنهزم " كودنيس " أخر ملك علي مملكة دنقلا " عام 1323 م ، إنتهت الدولة المسيحية . بعده صارت البلاد مفتوحة أمام العرب وإنتشر الإسلام بها. ومن أهم مصادر تاريخ السودان ما تركه قدماء المصريين في مصر هناك . فتاريخ الفترة التي تمتد من القرن الثامن قبل الميلاد إلي القرن الرابع الميلادي، نجده في الكتابات التي تركها السودانيون علي جدران معابدهم بالشمال وفي الأهرامات كأهرامات جبل البركل ونوري التي بناها ملوك نبتـة ومروي، والأثار علي ضفتى النيل ما بين وادى حلفا وسنار وفي منطقة بوهين و فرس و عبد القادرو نبتـة ومروي القديمة و فركةو جنوب وادى حلفا و الكوة وبكرمة بمنطقة دنقلة ، وفي منطقة جبل البركل ومروي . و الأهرام الملكية في البجراوية و الحصون التى شُيدت في السودان في عصر الدولة المصرية الوسطى و في قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وسوبـا بالقرب من الخرطوم ، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة. وفي وادى حلفـا بعمارة غرب ، وسيسي " مدينتان محصنتان من الدولة المصرية الحديثة وفيهما معابد بُنيت من الحجر الرملى ". . وبجانب الأثار هناك ،توجدعدة كتابات لكُتاب رومان وإغريق وعرب إلا أن معظمها يعتمد علي الإشارة والتلميح كما أن بعضها به كثير من الأوهام. السودان في التاريخ القديم :- يبدأ التاريخ الموثق عن السودان من حوالي 50 قرناً أي خمسة آلاف سنة، ومصادر هذا التاريخ : النقوش الفرعونية في مصر وبعض جهات السودان. الهياكل العظمية في المقابر الفرعونية والمصرية والتي تعود للأصل الزنجي و الحامي. المعدات النحاسية كالإزميل ، وحبات الخرز في السودان بالإضافة إلى العاج وريش النعام في مصر مما دل على وجود تبادل تجاري بين البلدين. في سنة 2750 ق.م هاجم الملك ( سنفرو ) السودانيين وحاربهم وهزمهم رغم استماتتهم في الدفاع بالقسي والنبال، وبلغ عدد أسراه 7000 من الرجال والنساء وكذلك حصل على 200.000 رأس من البقر والضأن. منذ ذلك التاريخ ارتبط التاريخ السوداني بالتاريخ المصري. ومن أشهر الحكام المصريين في السودان الملك ( يونا ) 2423 ق.م. الذي اشتهر بالعدل وحسن الإدارة بالإضافة إلى فتوحاته في السودان كما اهتم بتيسير التجارة والتبادل حتى كثر تصدير العاج ، ريش النعام ، العطور ، اللبان والخشب لصناعة السفن. ويذكر أن الرحالة ( حارخوف ) تجول في الأراضي السودانية حتى وصل إلى أعالي النيل جنوبا وإلى أقاصي الغرب وحمّل قافلة بمختلف محصولات تلك البلاد النائية مما فتح سبيلاً جديداً بين البلدين. فأصبح السودان بعد ذلك ذا أهمية لمصر إذ أضحى مصدراً للذهب الذي عشقه ملوك وفراعنة مصر. ومن الجدير بالذكر أن العلاقات المصرية السودانية ازدادت وكثر التزاوج بينهم ، وتفيد المخطوطات التاريخية أن عائلة الأمير ( أمنمحات = ) كانت مزيجاً ، وأن الوزير ( أمنحوتب ) كانت تجري في عروقه الدماء النوبية. أما في الطبقات الأخرى فمن المحتمل أن يكون التزاوج وصل حداً أبعد من ذلك. في غضون الحقبة التاريخية من 3000 ق.م وحتى 900ق.م توثقت العلاقات الاجتماعية والسياسية وحتى من النواحي الإدارية فقد كان النظام المصري هو النظام السائد في تقسيم المناطق وحامياتها وكان هناك الموظفون ومعظمهم من المصريين وقليل منهم من السودانيين، كما تركت القبائل السودانية تحت زعامة ملوك العشائر ولكن محاولاتهم للانفصال عن مصر كانت تقاوم بشدة. ولجأ المصريون إلى حمل أبناء الزعماء السودانيين إلى مصر كرهائن حيث وجدوا مكانة عالية ونشأة كأمراء المصريين بالإضافة إلى التعليم. في القرن العاشر ق.م بدأت مصر بالاضمحلال فانتهز السودانيون الفرصة واستقلوا عنها، واصبحوا ملوك النوبة وازدادت سلطتهم تدريجياً وتولوا رعاية الإله المصري آمون ، ثم اعتبروا أنفسهم مسؤولين عن البلاد بين البحر المتوسط و أواسط السودان. وكان من أهم ملوك السودان في عهد استقلاله الملك ( بعانخي ) الذي حكم السودان سنة 751 ق.م. وكان متأثراً بالحضارة المصرية كما كان يدين بديانة آمون. وقد سعى إلى ضم مصر إلى مملكته في السودان فأرسل حملة قوية حوالي سنة 730ق.م على إثر أنباء الفوضى التي دبت في مصر كما ورد إليه أن الملك (تافنخت) – أحد ملوك الدلتا – جهز جيشاً لطرد السودانيين فأرسل إليه (بعانخي) جيشاً قوياً حتى تحصن (تافنخت) في إحدى المدن فخرج إليه (بعانخي) من العاصمة السودانية ( نبتة ). حتى وصل إليه وحاصره بجيوشه لثلاثة أيام ، فتمكن منه فدانت البلاد من نبتة جنوبا إلى البحر المتوسط شمالاً للملك (بعانخي). كان الحكم السوداني عهد رخاء وسلام للبلدين عاش فيها ملوك السودان كالملوك والفراعنة المصريين حتى أن دفنهم كان يجري على الطريقة الفرعونية داخل أهرام ولكن هذه الأهرام أصغر حجماً من تلك الموجودة في مصر، ولا تزال بعض هذه الأهرامات موجودة حتى يومنا الحالي. استمر الحكم السوداني في مصر مدة 80 عاماً. وانتهى على أيدي الآشوريين الذين استولوا على مصر بعد عدة معارك كان النصر فيها سجالا. عقب تلك الفترة انتقلت العاصمة إلى مروي نسبة إلى قربها من السهول والحاصلات الزراعية و الثروة الحيوانية وكانت ملتقىً تجارياً هاماً بين شرقي السودان وبقية أرجاءه. ازدهرت مروي في القرن الثالث ق.م ازدهاراً شديداً حتى أن اليونان اعتبروها من مصادر الحضارة المصرية. واتسعت مروي وكثرت مبانيها وعرفت عند أهلها الكتابة للغتهم الأصلية، إلا أن طلاسمها لم تفك حتى الآن. ازدهرت العلاقة بين السودان واليونان في تلك الحقبة حتى حاول اليونان التغلغل في الأراضي السودانية في إطار توسعهم في الحكم، إلا أن السودانيين ردوهم على أعقابهم وحافظوا على استقلالهم السياسي. وفي أواسط القرن السادس الميلادي تنصر ملوك النوبة عقب الحملات التبشيرية المرسلة من مصر. | |
|
baby25 المشرف العام
عدد الرسائل : 90 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة ملامح من تاريخ بلادي (2) الإثنين أغسطس 27, 2007 7:30 pm | |
| لك التحية أخي المسلوب بس يا ريت لو نزلت الموضوع ... جزء جزء حتى نستطيع أن نستوعبه بكل سهولة مع خالص شكري وتقديري لك | |
|