المسلوب تويتي جديد
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: سلسلة ملامح من تاريخ بلادي (3) الأربعاء أغسطس 29, 2007 2:38 pm | |
| السودان في القرن العاشر:- وفي القرن العاشر الميلادي كان السودان منقسماً إلى: مملكة المقرة في الشمال وكانت دنقلا عاصمة لها. مملكة علوة على النيل الأزرق وعاصمتها سوبا. مملكة البجة في شرقي السودان ومقر ملكها في هجر. في هذه الفترة بدأ التداخل بين القبائل العربية إما عن طريق التجارة والتزاوج أو عن طريق الحروب التي غالباً ما تنتهي بانتصار المسلمين وفرضهم للجزية. وفي عهد الظاهر بيبرس تم إرسال حملة للقضاء على مملكة المقرة المسيحية سنة 1276م. وهُزِمَ الملك داود في عاصمته دنقلا العجوز، وكانت تلك الحملة من الحملات القوية حتى انهم استطاعوا أن يقلبوا الكنائس إلى مساجد. فاستمر التدفق العربي جنوباً حتى جاوروا مملكة علوة التي كانت تدين بالمسيحية أيضاً، فاتحد العرب بقيادة عبد الله جماع مع الفونج وهاجموا علوة ودخلوا سوبـــا وخربوها خراباً مشهوراً حتى أُطلق المثل "خراب سوبا". بانتصار الفونج وحلفائهم العرب في 1504 م بدأت أول سلطنة عربية إسلامية في السودان وكان سلطانها هو قائد الفونج في معاركهم "عمارة دونقس" وكان قائد العرب "عبد الله جماع" وزيراً له ، وتم الاتفاق أن يكون السلاطين من الفونج والوزراء من العرب. ادخل العرب الدين الإسلامي إلى السودان في الشمال والشرق والغرب والوسط والقليل من المناطق الجنوبية، وادخلوا أيضاً لغتهم التي بدأت تسود البلاد وتختلط بالسودانيين حتى تكونت اللهجة السودانية الحديثة. بعد فترة بدأت الفوضى تدب في السلطنة كما بدأ الوزراء بالتدخل في أمور السلاطين وزادوا من صلاحياتهم حتى أنهم تحكموا في تعيين السلاطين وعزلهم. كما ظهرت النزاعات القبلية مما أضعف وحدة السلطنة الزرقاء ( سلطنة الفونج ) بالإضافة إلى المعارك مع مملكة الفور على مناطق كردفان سنة 1748 التي أجهدت المملكتين عسكرياً واقتصادياً. ومن أظهر المظاهر في سلطنة سنار (الفونج) هو فقدان الشعور بالقومية السودانية فقداناً تاماً، فان الفونج فشلوا في خلق هذا الشعور بالرغم من أن الفرص كانت مواتية لهم أثناء حروبهم المتكررة مع جارتهم الحبشة ومع الفور. كما أنهم فشلوا في إيجاد جيش وطني وميزانية موحدة للدولة ، ومع ذلك ظلت المناطق النائية عن سنار العاصمة دون أن تدعى للمشاركة في حروب السلطنة ، كما أن عدم وجود خزينة عامة لم يمكن الدولة من أن تصرف على مرافق الحياة المختلفة، ولعدم وجود هذه المرافق لم يشعر المواطنون بواجبهم تجاه الدولة وبذلك أضحى الشعور بالوطنية السودانية يكاد يكون مفقوداً لفترة طويلة من الزمن ولم ينبعث إلا بقيام الثورة المهدية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. الغزو المصري التركي 1820 :- بعد استيلاء محمد علي باشا على مصر أراد أن يكون له جيشاً قويا بسبب الأطماع الأوروبية الهادفة إلى الاستيلاء على بلاده وخاصة بعد الغزو الفرنسي لمصر الذي استمر من 1798 ولم ينتهِ إلا بالصلح الذي عقده الفرنسيون مع الإنجليز سنة 1802 ثم حاولت إنجلترا غزو مصر في 1807 لكن المصريين ردوهم. فعمل الباشا جاهداً على أن يوسع رقعة حكمه شرقاً إلى الحجاز ، غرباً إلى ليبيا و جنوباً إلى السودان ليضم هذه البلدان تحت إمبراطوريته حتى انه شمل في تهديده الإمبراطورية العثمانية شمالاً. بدأ بأراضي الحجاز فهاجمها في السنوات ما بين 1811 - 1818م وانتصر على السعوديين وبعدها اتجه غربا فأمّنَ حدوده الغربية حتى واحة سيوة سنة 1820. لم يبقى له سوى تأمين الحدود الجنوبية ، إن حملاته ضد الوهابيين شغلته عن ذلك سابقاً حتى أرسل وفداً يحمل في ظاهره الصداقة والمودة إلى سلطان الفونج في 1813 وكانت مهمة الوفد استقصاء الحقائق حول الوضع السياسي ، الاجتماعي ، الاقتصادي والحربي. وقد حمل الوفد هدايا إلى السلطان تقدر قيمتها بـ 40 ألف ريال ( كانت العملة السائدة في السودان في ذلك الوقت الريال النمساوي أو الأسباني أو المكسيكي) فرد السلطان الهدية بما يتناسب ورغبات الباشا ولكن أهم ما حمله الوفد في طريق عودته كانت التقارير التي تفيد ضعف السلطنة خاصة والسودانيين عامة بالإضافة إلى خلو السودان من الأسلحة النارية. رغم ذلك تأخر الغزو بعد ذلك عدة سنوات لأن الوهابيين لم تنكسر شوكتهم بعد. أراد محمد علي أن يكون جيشه حديثاً ومجهزاً بأحدث الأسلحة وبنظام وتدريب حديثين ، لكنه علم أن جنوده لن يقبلوا هذا النظام بسبب عدم اهتمامهم وبسبب عدم رغبتهم في إطاعة الأوامر. فقرر أن يستجلب الجنود من السودان وكان هذا من الأسباب التي دفعته إلى الاستيلاء على السودان. كان السوداني بقامته العسكرية وشجاعته المعهودة وإخلاصه وطاعته خير ما يطلب وقد كان السودان أيضاً مصدر الجنود في الحضارة الفرعونية. اشتهر السودان منذ القدم بأن أراضيه غنية بالذهب وكان محمد علي في حاجة إليه لإنفاقه على بلاده عسكرياً وصناعياً وحتى زراعياً. خلال القرن الثامن عشر كانت الحبشة تشكل تهديداً للمصريين والسودانيين بتحويلها لمجرى النيل وخاصة بعد الأنباء التي أشاعت أن الإنجليز و أوروبا عامة مساندة لفكرة التحويل. أراد محمد علي أن يأمن هذا الأمر أيضاً باستيلائه على السودان، بالإضافة إلى ما في ذلك من زيادة للرقعة الزراعية لأراضيه. أراد محمد علي من السودانيين أن يكونوا على مودة مع الوالي لكن الأمر لم يكن كذلك إذ أن المماليك الذين هربوا من مكائده اتخذوا من شمال السودان موطناً لهم بالقرب من مملكة الشايقية، حيث أنشأوا مملكة لهم كانت بمثابة طعنة في ظهر محمد علي، لذلك قرر أن يقضي عليهم خوفاً من أن تزيد سلطتهم ويسيطروا على السودان فيشكلوا خطراً على حكمه. كان محمد علي يرمي إلى استغلال تجارة السودان واحتكار حاصلاتها وتسويقها في السوق العالمية عن طريق مصر. من أهم صادرات السودان آن ذاك : الرقيق ، العاج ، الأبنوس ، ريش النعام والجلود هذا بالإضافة للذهب الذي طالما اعتقد المصريون وجوده في السودان بكميات مهولة، كما أن السودان كان سوقاً جيداً للصادرات المصرية. وإذا حصرنا هذه الأسباب نجدها: تأمين البلاد ضد الغزو الأوروبي باستجلاب الجنود من السودان. وبزيادة رقعة وعدد سكان بلاده. الحصول على التمويل لدعم القطاعات المختلفة في مصر باستغلال الذهب والتجارة والحاصلات السودانية. تامين مجرى النيل المصدر الوحيد لري الأراضي المصرية و زيادة المساحة الزراعية. وجود المماليك في السودان. بعد عودة الوفد المصري التركي الذي أرسله محمد علي باشا ما لبث أن قدم إلى مصر الشيخ بشير ود عقيد من قرية أم الطيور قرب عطبرة في 1816 وطلب من محمد علي أن يعينه على خصمه ملك الجعليين الذي أقصاه من مشيخته، اعتقد الشيخ أن الباشا سيساعده فأبقاه الباشا واكرم وفادته حتى أعد العدة لفتح السودان وأرسله مع الجيش سنة 1820، ثم عينه شيخاً على شندي في آخر الأمر بعد نزوح المك نمر إلى الحبشة. وأرسل أيضاً جيشاً آخر إلى سلطنة الفور ليستولي على كردفان و دارفور. ( الحملة الأولى ) الزحف إلى سنار يوليو 1820 :- تولى قيادة الجيش الأول إسماعيل بن محمد علي باشا وضم الجيش 4500 من الجنود فيهم الأتراك والأرناؤوط والمغاربة (لوحظ عدم وجود أي مصري بين الجنود، إذ كان الجيش من المرتزقة الذين تعود الأتراك أن يجندوهم) وتسلحوا بالبنادق و24 مدفعاً. كان الباشا يعلم أن السودانيين يجلون علماء الدين إجلالاً عظيما فأرسل مع الجيش ثلاثة من أكبر العلماء وهم: القاضي محمد الأسيوطي الحنفي، السيد أحمد البقلي الشافعي والشيخ السلاوي المكي ، وكان عليهم أن يحثوا الناس على وجوب طاعة الوالي ويتجنبوا سفك الدماء (لحرمتها) ويطيعوا الخليفة العثماني وواليه في مصر. تعد هذه الوسيلة من الاستخدامات الخاطئة لديننا الإسلامي الحنيف والتي لا يتوانَ الساسة والعلماء أيضاً في أيامنا هذه عن اتباعها. ما أن ارتفعت مياه النيل في فيضان يوليو 1820 حتى اندفعت 3000 مركبة تشق النيل من أسوان متجهة جنوبا ومثل ذلك العدد من الجمال كان يسير على اليابسة تابعاً للحملة (يوجد عدم تناسق بين الأرقام الواردة عن هذه الحملة وعلى سبيل المثال عدد الجنود لا يتناسب مع عدد المراكب والجمال، لكننا نسرد الأرقام تماماً كما وردت في المرجع). وجد حكام شمال السودان أنفسهم ضعافاً أمام الحملة نظراً لتفرقهم إلى ممالك صغيرة ، فسلموا الأمر إلى إسماعيل باشا. أما المماليك فهرب جزء منهم إلى الجعليين وسلم البعض الآخر نفسه إلى إسماعيل. | |
|
بنت المغرب العضو المميز
عدد الرسائل : 75 تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: رد: سلسلة ملامح من تاريخ بلادي (3) الأربعاء أغسطس 29, 2007 8:49 pm | |
| والله شوقتنا لسودان الغالية يا ما احلاها انشاء الله ازورها و شكرا للادراج | |
|